هاجمت جماعة الحوثي لأول مرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ووصفته بالمخلوع، وبأنه تجاوز الخطوط الحمر، في تصعيد ساخن وخطير للصراع بين حليفي الانقلاب على الشرعية، يُنذر بالانهيار الكامل لتحالفهما، وبعد فشل الحوثيين في تعطيل أو إلغاء فعالية حزب المؤتمر التابع لصالح، المقرر إقامتها اليوم في صنعاء بمناسبة ذكرى تأسيسه.
وفي تطور تصعيدي لافت وخطير، أصدرت ما تسمى «اللجان الشعبية» التابعة لجماعة الحوثي مساء أمس الأول الثلاثاء، بياناً رداً على وصف صالح لها بالميليشيات، معتبرة ذلك تجاوزاً لكل الخطوط الحمر، في وقت تشهد العاصمة انتشاراً غير مسبوق لقوات صالح في المناطق الواقعة في محيط منزل المخلوع، وانتشاراً مماثلاً لمسلحي ميليشيات الحوثي في أحياء أخرى من صنعاء.
وقال بيان اللجان إن الطعنة أتت من الظهر بعد أن وصفت بأنها ميليشيات، «فذلك هو الغدر بعينه»، مضيفة: «إن كرامة دماء رفاقنا والجرحى تأبى أن نسكت على ضيم أو ننام على حيف». وذكر البيان أن «ما قاله صالح تجاوز لخط أحمر، ما كان له أن يقع فيما وقع، إلا لكونه (صالح) متربصاً شراً ومنخلعاً، وهو المخلوع عن كل شيمة ومروءة وطنية، ودين وأعراف وأسلاف، متنكراً لنهر من الدماء المقدسة».
وأكدت ما تسمى باللجان الشعبية في بيانها، أن عليه (صالح) تحمّل ما قال والبادئ أظلم. وورد في البيان: «ونحن إذ نراقب من مواقعنا القتالية تعزيزاً للجبهات».
وبيان الحوثيين الناري استفز قيادات وأنصار المخلوع صالح، وردت مهاجِمة الحوثيين ببيانات وتصريحات، وعدّت ذلك تهديداً صريحاً وخطيراً لصالح بشكل رسمي نال اسمه شخصياً، وتداولته وسائل إعلام الحوثيين، وكذلك قناة اليمن الرسمية التي يسيطرون عليها في صنعاء.
ولاحقاً أصدر رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي، بياناً طالب فيه من وصفهم بالعقلاء في حزب المؤتمر، بالاعتذار عما بدر منهم، ودعا اللجان الشعبية للحوثيين إلى الترفّع عن الأخذ بحقها.
من جانبه قال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، ياسر العواضي، في أول رد على بيان جماعة الحوثي: «إننا جاهزون لكل الخيارات. لا أحد يهدّدنا» مضيفاً: «وما يروّح الوطن ولا الزعيم نار إلا وقد أحنا رماد»، فيما قال نجل شقيق الرئيس السابق صالح، توفيق صالح عبدالله صالح، إن ميليشيات الحوثي ستدفع ثمن كلمة «مخلوع» التي جاءت في بيان اللجان الشعبية الحوثية.
وحسب عادل الشجاع القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، فإن «جماعة الحوثي» تمثّل قلة لم يعد مرغوباً فيها، مشيراً إلى أن الحل للأزمة اليمنية «هو حل سياسي وليس عسكرياً»، وأنّ الحشد المقرّر الخميس هدفه توجيه رسائل بهذا الشأن للمجتمع الدولي والحوثيين، متهماً إياهم بالسعي لتعطيل فعالية حشد صنعاء».
وبالتزامن مع الحرب الكلامية الحادة المتصاعدة تردّد أن ميليشيات الحوثي بدأت بتحريك عدد من الدبابات والقطع العسكرية من محافظة عمران، إلى مداخل صنعاء.
شوارع صنعاء تتحول إلى كانتونات أمنية
تحوّلت شوارع صنعاء إلى كانتونات، موزعة على مناطق نفوذ وانتشار مغلقة، لقوات الرئيس المخلوع علي صالح ومسلحي جماعة الحوثي، في وقت يحتشد أعضاء ومناصرو حزب المؤتمر الشعبي في ميدان السبعين، بعد أن فشلت محاولات جماعة الحوثي في تعطيل التجمع الاحتفالي للمخلوع، وسط جوّ من التوتر المتصاعد، بينما قال المخلوع صالح، إن حشد السبعين سيوجه رسالة إلى الخارج.
وعززت قوات «الحرس الجمهوري»، التي تم حلّها رسمياً وبقيت موالية للمخلوع صالح، من انتشارها في جنوب وشرق العاصمة صنعاء بالتزامن مع انتشار مماثل للحوثيين في شمال صنعاء.
وأكدت مصادر عسكرية بقوات الحرس لـ«الخليج»، أن انتشار قوات الحرس في جنوب العاصمة، يهدف إلى تأمين أجواء مواتية لإقامة مهرجان ذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام المقرر اليوم الخميس في ميدان السبعين بجنوب صنعاء.
وتخلل الانتشار، لقوات المخلوع والحوثيين في جنوب وشمال العاصمة عمليات إزالة وتمزيق لملصقات كل طرف في تصعيد إضافي، يعزز المخاوف باحتمالات اندلاع صدامات مسلحة بين الطرفين.
إلى جانب ذلك، دعا المخلوع صالح، أمس، في كلمة أمام أعضاء اللجنة العامة للحزب صباح الأربعاء، بثتها قناة «اليمن اليوم»، أنصاره إلى الاحتشاد في ميدان السبعين، والذي قال إنه سيكون رسالة للخارج. وأضاف: «نأمل من الأمم المتحدة أن تصدر قراراً بإيقاف الحرب، كما أصدرت القرار 2216، مؤكداً «جاهزون للحوار والتفاهم مع الأشقاء في السعودية في إطار «لا ضرر ولا ضرار».
وطالب صالح جماعة الحوثي بأن «امسكوا حقكم المجانين»، بعد أن تعرّض لهجوم من ميليشيا الحوثي، التي وصفته بالمخلوع وقالت إنه تجاوز الخطوط الحمراء بعد أن وصف مسلحي الجماعة بالميليشيا، وقال «عقلوهم، لا تصبوا الزيت على النار»، على حد تعبيره.